الشهيد ابن هانئ الاندلسي
م متنبي الغرب ..في الغرب يقتل .. و متنبي الشرق في الشرق يقتل ..
فأينما توجهت فثمة وجه واحد ؟؟!! فثمة للموت قبلة ..وثمة للشهادة كعبة .. قبلة حمراء وكعبة حمراء بدم الأحرار ..وسوداء بالقبح والفعل .. وكل كاتب ومفكر ومثقف في الإسلام لهذه القبلة صائر .. ولهذه الكعبة الحمراء سائر .. مصير واحد و موت واحد ..لا يدع الإسلام أحدًا للمصير العابث , ولعبة الأقدار ورحمة الأقدار .. فنحن هنا ..أيها العقل نحن هنا جلاوزتنا جلادينا هنا ..للعقل والتفكير نحن لك هنا ..فأين المفر أين !! .. تعددت الأسماء والألقاب وتبدلت الأمكان وتغيرت الأقطار ..والشهادة مصير مرتقب.. وغائب ينتظر وموعد مرتقب
وليس للإنسان في الشرق إلا ما جني .. فمن كان شاعر وأديبا كان للقتل والذبح أجدرا
ولم يتأخر إسلام الشرق عن خنقه ..وسايتقدم بالقتل لينال الجنان والأنهرا
فبقتله يزداد الشرق تعفنا .. وبقتلهم يكتب الشرق على نفسه الخراب و الأدمرا
ابن هانئ الأندلسي
326 – 362 هـ / 938 – 973 م
ولد بالأندلس، ونشأ بها متنقلاً بينها وبين مدينة ألبيرة. وكان والده أديبًا وشاعرًا، فخص ابنه بحظ وافر من دراسة الأدب والشعر.وقد نشأ في عصري عبدالرحمن الناصر وابنه الحكم، حين كانت الأندلس في عصرها الذهبي، عصر خلافة قرطبة.كان مولعًا بالفلسفة. هاجر إلى شمالي إفريقيا وعمره ست وعشرون سنة، واتصل بجوهر الصقلي قائد المعز لدين الله الفاطمي.ولما تعلق بالدعوة الفاطمية التي كانت مناوئة لحكومة الأندلس، جعله الخليفة الفاطمي شاعره الخاص، وعندما سار المعز لفتح مصر أراد ابن هانئ أن يلحق به، ولكنه مات ببرقة وهو في طريقه إليه. يقول ابن خلكان: ابن هانئ عند أهل المغرب كالمتنبي عند أهل المشرق . وقال المعز متأسفًا على موته: ¸هذا الرجل كنا نرجو أن نفاخر به شعراء المشرق فلم يُقدَّر لنا ذلك• .
هناك خلاف في سبب هجرته من الأندلس إلى المغرب، أكان ذلك بسبب إغراقه في الفلسفة؟ أم في الملذات؟ أم لسبب سياسي آخر هو اتصاله بالدعوة الفاطمية وتأثره بالأفكار الشيعية؟!. مات ابن هانئ في حادث مأساوي غامض. تشير بعض الروايات أنه مات مخنوقا قتله أحد الأشخاص فبعد تشيعه للمعز الفاطمي وعودته للمغرب .. فلما وصل إلى برقة إستضافه شخص من أهلها، فأقام عنده أياما في مجلس الأنس، فيقال إنهم عربدوا عليه فقتلوه، وقيل وقيل إنه وجد في “سانيه من سواني برقة مخنوقا بتكة سراريله،
يحذو ابن هانئ في أسلوبه الشعري حذو الاتجاه المحافظ الجديد متأثرًا بالمتنبي، وكان الأندلسيون يقارنونه به. وكان لشعره طابع خاص مميز، من أهم سماته مذهبه السياسي، ووحدته ووضوحه الشعري. وكان يغوص للأفكار، ويتعمقها ليخرجها في صدق التجربة وحرارة الإحساس. ولعل صوره كانت تستمد مادتها من هذه الألفاظ، وتلك العبارات ذات الجرس والرنين القوي، وقد لحظ أبو العلاء المعرِّي شغف ابن هانئ بالغريب والألفاظ ذات الصخب الشديد مع ضحالة المعنى، وعدّ ذلك من عيوب شعره حيث قال: “ما أشبهه إلا برحىً تطحن قرونًا”.
ومن رقيق شعره قوله في الغزل:
فتكاتُ طرفك أم سيوفُ أبيك وكؤوس خمر أم مراشف فيك
أجِلادُ مرهفةٍ وفتك محاجر ما أنت راحمة ولا أهلوك
يابنت ذي البُرْد الطويل نجاده أكذا يكون الحكم في ناديك
قد كان يدعوني خَيالك طارقًا حتى دعاني بالقنا داعيك
عيناك أم مغناك موعدنا وفي وادي الكرى ألقاك أم واديك
ومن أمثلة حدَّته اللفظية ورنين عباراته وفخامتها التي عابها عليه المعري، قوله:
أصاخت فقالت وقع أجرد شَيْظَم وشامت فقالت لمع أبيض مِخْدم
وماذُعِرت إلاّ لجرس حليِّها ولا لمحت إلاّ بُرَى في مُخَدَّم
ومن شعره ايضا
والله لولا أن يسفهني الـهـوى ويقول بعض القائلين تصابـى
لكسرت دملجها بضيق عناقـه ورشفت من فيها البرود رضابا
- احمر
- تاريخ الوفاة : 973
- شهداء العصر الأندلسي
نبذه عن الشهيد: