الشهيد ـ عبدالكريم بن أبي العوجاء
محدث شهير .. وأبو هريرة أخر ..قتل بسبب روايته لأحاديث محمد ,,التي تركها محمد يختصم الناس جراها ويقتتل ويختصم ..فعلى القرآن تقاتلوا واقتتلوا ..وعلى السنة ذبحوا وتذابحوا ..وعلى الخلافة والإمامة حدثت مجازر ومذابح لا تتوقف و لا تنتهي .. وكان من ضمن من قتلوا ظلما وعدوانا هذا الشهيد ..الذي لا جرم سوى أنه أراد أن يكذب كذبة بيضاء من أجل محمد .. وكان شعاره “نكذب له لا عليه ” فكما كذب أبو هريرة نكذب , وكما لفق ابن العاص نلفق ..ولكن كان غيرك في خدمة الإسلام وما نالوه من ذلك أبلغ وأوجع وأصدق !! على وجع الإسلام
ـ عبدالكريم بن أبي العوجاء
( 000ـ 155 هــ
خال معن بن زائدة الشيباني )، كان في البصرة من المشهورين بالزندقة والتهاون بأمر الدين )، وجاء ذكر مناظراته في الدين في كثير من كتب التاريخ والحديث، منها:
ما جاء في البحار أنه كان من تلامذة الحسن البصري، فانحرف عن التوحيد وقدم مكة تمرداً وإنكاراً على من يحج، وكانت العلماء تكره مجالسته لخبث لسانه وفساد ضميره، فأتى أبا عبداللّه ـ جعفر الصادق ـ فجلس إليه في جماعة من نظرائه، فاستأذنه في الكلام على أن تكون المجالس بالامانات، فلما أذن له قال: إلى كم تدوسون هذا البيدر، وتلوذون بهذا الحجر، وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدر، وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر، إن هذا أسسه غير حكيم، ولا ذي نظر، فقل فإنك رأس هذا الامر وأبوك أسسه.
فقال أبو عبداللّه: إنَّ من أضله اللّه وأعمى قلبه، استوخم الحقّ ولم يستعذبه، وصار الشيطان وليَّه، يورده مناهل الهلكة ثمّ لا يصدره، وهذا بيت استعبد اللّه به عباده ليختبر طاعتهم في إتيانه، فحثهم على تعظيمه وزيارته وجعله محل أنبيائه وقبلة للمصلين له، فهو شعبة من رضوانه وطريق يؤدي إلى غفرانه… واللّه أحقّ من أطيع فيما أمر…
فقال ابن أبي العوجاء: ذكرت اللّه فأحلت على غائب.
فقال أبو عبداللّه: ويلك! كيف يكون غائباً من هو مع من خلقهم شاهد، وإليهم أقرب من حبل الوريد، يسمع كلامهم ويرى أشخاصهم ويعلم أسرارهم.
فقال ابن أبي العوجاء: فهو في كلّ مكان، فإذا كان في السماء، فيكف يكون في الارض؟ وإذا كان في الارض، فكيف يكون في السماء؟
فقال أبو عبداللّه: إنّما وصفت المخلوق الذي إذا انتقل من مكان اشتغل به مكان وخلا منه مكان، فلا يدري في المكان الذي صار إليه ما حدث في المكان الذي كان فيه. فأما اللّه العظيم الشأن الملك الديّان، فلا يخلو منه مكان، ولا يشتغل به مكان، ولا يكون إلى مكان أقرب منه إلى مكان.
ومنها ما ورد أنَّه سأل أبا عبداللّه عن قوله تعالى: (كُلَّما نَضجَت جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيرَها لِيَذوُقُوا الْعَذاب) قال: ما ذنب الغير؟
قال: ويحك! هي هي وهي غيرها.
قال: فمثل لي ذلك شيئاً من أمر الدنيا.
قال: نعم، أرأيت لو أن رجلاً أخذ لبنة فكسرها ثمّ ردها في ملبنها فهي هي وهي غيرها ().
وفي رواية أنّه التقى معه في الحرم في العام القابل، فقال له: ما جاء بك إلى هذا الموضع؟ قال: عادة الجسد وسُنَّة البلد، ولنبصر ما الناس فيه من الجنون والحلق ورمي الحجارة.
فقال له العالم (: أنت بعدُ على عتوِّك وضلالك يا عبدالكريم، فذهب يتكلّم، فقال: لا جدال في الحج ونفض رداءه من يده وقال:
إن يكن الامر كما تقول ـ وليس كما تقول ـ نجونا ونجوت، وإن يكن الامر كما نقول ـ وهو كما نقول ـ نجونا وهلكت.
وفي رواية: أن ابن أبي العوجاء وثلاثة اتفقوا بمكة على أن يعارض كلّ واحد منهم ربع القرآن، فلمّا حال الحول واجتمعوا في مقام إبراهيم قال أحدهم: إنّي لما رأيت قوله (يا أرْضُ ابْلَعِي ماءكِ وَيا سَماء أَقْلعي وَغِيْضَ الماء) كففت عن المعارضة. وقال الاخر: لما وجدت قوله (فَلَمّا استيئَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيّاً) أيست عن المعارضة، وكانوا يسرون بذلك، إذ مرّ عليهم الصادق وقرأ عليهم
(قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتِ الانْسُ وَالْجِنُّ عَلى أنْ يَأتُوا بِمِثْلِ هذا الْقُرآن لا يَأتُونَ بِمِثْلِهِ)فبهتوا().
وروى المفضل بن عمر () أَنَّه سمع في مسجد الرسول صاحب ابن أبي العوجاء يقول له: إنَّ محمّداً استجاب له العقلاء، وقرن اسمه في الاذان باسم ناموسه…
فقال له ابن أبي العوجاء: دع ذكر محمّد، فقد تحيّر فيه عقلي، وحدِّثنا عن ذكر الاصل الذي جاء به… الحديث.
هذا شيء مما جاء من مناظراته، وفي ترجمته بلسان الميزان انه كان في البصرة، وصار في آخر أمره ثنوياً، وكان يُفسد الاحداث فتهدَّده عمرو بن عبيد، فلحق بالكوفة، فدلّ عليه محمّد بن سليمان والي الكوفة فقتله وصلبه (وقد جاء في كيفية قتله ما رواه الطبري في حوادث عام 155هقال:
إنَّ والي الكوفة محمّد بن سليمان، كان قد حبس عبد الكريم بن أبي العوجاء على الزندقة، فكثر شفعاؤه عند الخليفة المنصور، ولم يتكلّم فيه إلاّ ظنين متّهم، فكتب إلى محمّد بن سليمان بالكفّ عنه إلى أن يأتيه رأيه، وكان ابن أبي العوجاء قد أرسل إلى محمّد يسأله أن يؤخّره ثلاثة أيام ويعطيه مائة ألف، فلما ذكر لمحمّد أمر بقتله، فلما أيقن أنه مقتول قال:
(أما واللّه لئن قتلتموني، لقد وضعت أربعة آلاف حديث أُحرِّم فيه الحلال وأُحِلُّ فيه الحرام، واللّه لقد فطَّرتكم يوم صومكم، وصوّمتكم في يوم فطركم)().
البداية و النهاية لأبن كثير
- احمر
- تاريخ الوفاة : 771
- شهداء العصر العباسي
نبذه عن الشهيد: