الشهيد علي الطرابلسي
أيها الموت .. كم أنت في ديار الإسلام ملاك جميل . فارس أحلام يمتطي فرسا جميل وصهوة جواد ..كم أنت جميل من الجمال أجملا ..مسيح ..قديس أنت ..شهادة خلاص للأحرار ومنقذا
أيها الموت يا أعز غائب ينتظر .. وأحب حبيب يقبل الأرض من أجله ويحتضن
أيها المخلص .. كم أنت محبوب في بلاد يعز على الأحرار فيها حتى الموت ..
أيها المخلص كم أنت جميل وملاك.. في عوالم لا تعرف سوى الإذلال والذبح و التجويع والسحق والتفقير
أيها الموت !! أين أنت في طول هذه البلاد الإسلامية لتشترى
أيها الموت أين أنت في هذه الربوع الإرهابية لتوهب وتقتني ..
أين أنت من بلاد باعت الإنسان ..واشترت به القتل والتطرف الإرهاب
أين أنت !!
لتخلص أرواح طاهرة في السجون ..
أين أنت !!
لتنقذ أنفاس زكية من براثن الشنق وحبال الإعدام
أين أنت :
لتخلص شرفاء من مقاصل الصلب والشنق والموت
أين أنت لتنهى ..مسلسل الخزي والذل والعار
أيها الموت لا تنسى .. نرجوك نتسول لك أن لا تتأخر أو تنسي
ففي سجون بني الإسلام
عقول فخلصها .. وشعراء وأدباء فأنقذها ..
ومعذبون وأشقيا بعقولهم فأرحها
فأنت في هذه البلاد خير وأعز من يوهب و يرتجي
أيها الموت !! نجنا فمما من منجى وحده غير منجاك .. فنجنا ..ليس سواك من مخلص فخلصنا .. أنت نعم أنه أنت !!
أيها الموت كنا لنا ولا تكن علينا فأنت خير منجي وملتجئ .. أيه الموت الرحيم .. أيها الموت الشريف كن معنا ولا تكن علينا نجنا وأنقذنا..قد اشتريناك فلا تبعنا .. وأممد حبالا لغرقي في بحار.. يتلاطم فيه الإسلام والدم ويفيض مواجا وتموجا ..
كما كنت لهم مسيحا فكن لنا.. وكن معنا فما من زمن أشتد فيه الحيف والقهر والظلم كما اشتد بنا !!
فما أمُ قتلت بنيها مثلما قتلت أمُنا !!..وما أرض تنكرت لنا مثل أرضنا وترابنا ..
أيها الموت كن لنا مخلصا ..ولا تكن علينا
علي الطرابلسي
(000 – 942 هـ 000 – 1535 م)
علي بن ياسين الطرابلسي، نور الدين: شيخ الحنفية بمصر، وقاضي قضاتها. كان متفننا في العلوم. ولي القضاء مكرها، في أيام السلطان سليم العثماني. واستبدل به السلطان سليمان قاضيا تركيا، فلزم منزله يفتي ويدرس. فكتب القاضي الجديد إلى السلطان ينكر على الطرابلسي، زاعما أنه ” أفتى بغير المذهب ” فأرسل السلطان يأمر بقتله أو نفيه، فوصل المرسوم يوم موته بعد دفنه، قال مترجموه: فكان ذلك كرامة له
الأعلام 5 / 31
- احمر
- تاريخ الوفاة :
- شهداء العصور المتفرقة
نبذه عن الشهيد: