الشهيد المتنبي
شاعر العربية الأول .. ومالئ الدنيا وشاغل الناس ..وأحد الثلاثة الذين لا يمل الناس من ذكره و ترديد اسمه حيا وحاضرا وغائبا وشهيدا .. عاش مجيدًا وفريدًا من الناس ..عاش في صخب واستشهد في صخب .. ورحل في صخب
ولكن لا شعر ولا الشاعرية ولا العربية . ولا المسوح الدينية ولا جباه ممرغة في العبادة وفي الطهارة و الصلاة ..ولا الأدب ولا البلاغة بمنقذة أحدًا من حبال المشنقة الإسلامية وهذه المجزرة المريعة فلن تنقذه ولن تنقذ غيره فقتل على يد جماعة سياسية فكان واحد من الشهداء شهداء حرية الرأي والتعبير في الإسلام
أبو الطيب المتنبي .
(303 – 354 هـ = 915 – 965 م)
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب المتنبي: الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. له الامثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وفي علماء الأدب من يعده أشعر الاسلاميين. ولد بالكوفة في محلة تسمى (كندة) وإليها نسبته.
ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس. وقال الشعر صبيا.
وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ (أمير حمص ونائب الاخشيد) فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه. ووفد على سيد الدولة ابن حمدان (صاحب حلب) سنة 337هـ فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الاخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.
وقصد العراق، فقرئ عليه ديوانه. وزار بلاد فارس فمر بأرجان ومدح فيها ابن العميد وكانت له معه مساجلات. ورحل إلى شيراز فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي. وعاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي ومعه كثير من أعوانه. وقد همّ المتنبي بالفرار ـ فيما يذكره أحد الأخبار حين رأى الغلبة لمهاجميه، فقال له غلامه: لا يتحدث الناس عنك بالفرار وأنت القائل:
فالخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فقال له المتنبي: قتلتني قتلك الله. وعاد فقاتل حتى قُتل. وقتل ابنه معهما
فعرض له فاتك بن أبي جهل الاسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة
أيضا، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسد وغلامه مفلح، بالنعمانية، بالقرب من دير العاقول سنة 354هــ (في الجانب الغربي من سواد بغداد). وفاتك هذا خال ضبة بن يزيد
الاسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة. وهي من سقطات المتنبي.
ففاتكً الأسدي إنما هاجم المتنبي بدافع الانتقام لأنه هجا ابن أخته ضبّة وأمّه ـ أخت فاتك ـ بقصيدة لاذعة أولها:
ما أنصف القوم ضبّة
وأمّه الطرطبّة
أما (ديوان شعره – ط) فمشروح شروحا وافية. وقد جمع الصاحب ابن عباد لفخر الدولة (نخبة من أمثال المتنبي وحكمه – ط) وتبارى الكتاب قديما وحديثا في الكتابة عنه، فألف الجرجاني
(الوساطة بين المتنبي وخصومه – ط) والحاتمي (الرسالة الموضحة في سرقات أبي الطيب وساقط شعره – خ) والبديعي (الصبح المنبي عن حيثية المتنبي – ط) والصاحب ابن عباد (الكشف عن مساوئ شعر المتنبي – ط) والثعالبي (أبو الطيب المتنبي وما له وما عليه – ط)) والمتيم الافريقي (الانتصار المنبي عن فضل المتنبي) وعبد الوهاب عزام (ذكرى أبي الطيب بعد ألف عام – ط) شفيق جبري (المتنبي – ط) وطه حسين (مع المتنبي – ط) جزآن، ومحمد عبد المجيد (أبو الطيب المتنبي،ما له وما عليه – ط)ومحمد مهدي علام(فلسفة المتنبي من شعره -ط) ومحمد كمال حلمي (أبو الطيب المتنبي – ط) ومثله لفؤاد البستاني، ولمحمود محمد شاكر، ولزكي المحاسني .
الأعلام 1 /115
ـ وفيات الأعيان، ابن خلّكان، تحقيق . إحسان عباس، ج1 ، ص 120.
- برتقالي
- تاريخ الوفاة : 965
- شهداء العصر العباسي
نبذه عن الشهيد: