الشهيد ابو العلاء المعري
عاجل :ـ أسهم الإسلام تهوى إلي أدني مستوى لها على الإطلاق ..وتخترق المستويات المتدنية والساقطة والقياسية المسجلة باسم الإسلام ..والسبب يعود إلي رواية ضعيفة تتداول عن استشهاد شاعر وعبقري وفيلسوف كبيرا جدا منتحرا بالسم ..بعد تلقيه رسائل مؤكدة من أحد الحاكمين بأمر الله بالتهديد والقتل ..فأقدم على الانتحار بالسم ..والنجاة من قطار الموت المرتقب وبذلك يصبح هذا الاسم اللامع جدا شهيدا من مئات الشهداء !!
مما يزيد من حالة الضبابية السوداء والقاتمة التي تحيط بمكة والكعبة السواد.بعد أن تكشفت في الآونة الأخيرة حقائق مذهلة وخطيرة عن الإسلام ومدي انتهاكه لأقدس مقدسات الإنسان ..قدسية حرية الرأي والفكر والإبداع ..مسجلا أعداد هائلة وقياسية من عدد الشهداء الذي استشهدوا .. من أجل حرية الكلمة والفكر .!!
هذا وقد تلقى المئات والآلوف من المسلمين هذا الخبر المزلزل كالصاعقة ..وجعل العشرات منهم في حيرة من هذا الخبر ومن تاريخ الإسلام وسجله في حقوق الإنسان وسجل حرية الرأي والتعبير .ويعيشون حالة من الصدمة والإنكار والتكذيب ..فعندما يقتل ويستشهد كل هؤلاء العقول والأفهام !!
ماذا يبقي للأديان وللرموز والكهنوت والأصنام من مكانة ومن قدسية وعلى رأسها الإسلام ؟؟!!
أبو العلاء المعري ينتحــــــــــــــــر ؟؟ يالها من صدمة !!!
أيها الحر إن خصتت بعقل فأنت شهيد !!
أبو العلاء المعري
(363 – 449 هـ = 973 – 1057 م)
أحمد بن عبد الله بن سليمان، التنوخي المعري: شاعر فيلسوف. ولد ومات في معرة النعمان.كان نحيف الجسم، أصيب بالجدري صغيرا فعمي في السنة الرابعة من عمره. وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة. ورحل إلى بغداد سنة 398هـ فأقام بها سنة وسبعة أشهر.
وهو من بيت علم كبير في بلده. ولما مات ” منتحرا ” وقف على قبره 84 شاعراً يرثونه. وكان يلعب بالشطرنج والنرد. وإذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن أبي هاشم.وكان يحرم إيلام الحيوان، ولم يأكل اللحم خمسا وأربعين سنة. لما رجع إلى المعرة لزم بيته: فلم يخرج منه، وسمى نفسه رهين المحبسين، يعني حبس نفسه في المنزل، وترك الخروج منه. وحبسه عن النظر إلى الدنيا بالعمى: وكان متهماً في دينه، يرى رأي البراهمة، لا يرى إفساد الصورة، ولا يأكل لحماً، ولا يؤمن بالرسل، والبعث والنشور، وعاش شيئاً وثمانين سنة، لم يأكل اللحم طيلة خمساً وأربعين سنة، وحدثت أنه مرض مرة، فوصف الطبيب له الفروج، فلما جئ به لمسه بيده وقال: استضعفوك فوصفوك، هلا وصفوا شبل الأسد: وقد أوردنا من شعره ما يستدل به على سوء معتقده، ويخبرك بنحلته ومستنده.
ولقيه رجل فقال له: لم لا تأكل اللحم؟ قال: أرحم الحيوان، قال: فما تقول في السباع التي لا طعام لها إلا لحوم الحيوان؟ فإن كان لذلك خالق فما أنت بأرأف منه، وإن كانت الطبائع المحدثة لذلك فما أنت بأحذق منها ولا أتقن عملاً، فسكت،وكان يلبس خشن الثياب.
أما شعره وهو ديوان حكمته وفلسفته، فثلاثة أقسام: (لزوم ما لا يلزم – ط) ويعرف باللزوميات، و (سقط الزند – ط) و (ضوء السقط – خ) و (رسالة الغفران – ط) من أشهر كتبه،و(ملقى السبيل – ط)رسالة، و(مجموع رسائله – ط) و (خطبة الفصيح) ضمنها كل ما حواه فصيح ثعلب، و (الرسائل الاغريقية – خ) و (الرسالة المنبجية – خ) و (الفصول والغايات – ط) الجزء الاول منه و (اللامع العزيزي – خ).
ومن شعره
هفت الحنيفة والنصارى ما اهتدوا … ويهود حارت والمجوس مضللهْ
إثنان أهل الأرض ذو عقل بلا … دين وآخر دين لا عقل لهْ
ومنها أيضاً:
إن الشرائع ألقت بيننا إحناً … وأورثتنا أفانين العداوات
وما أبيحت نساء الروم عن عرض … للعرب إلا بأحكام النبوات
***
عقول تستخف بها سطور … يدري الفتى لمن الثبور؟
كتاب محمد وكتاب موسى … وإنجيل ابن مريم والزبور
***
صرف الزمان مفرق الإلفين … فاحكم إلهي بين ذاك وبيني
أنهيت عن قتل النفوس تعمداً … وبعثت أنت لقتلها ملكين؟
وزعمت أن لها معاداً ثانياً … ما كان أغناها عن الحالين!!
***
إذا كان لا يحظى برزقك عاقل … وترزق مجنوناً وترزق أحمقا
فلا ذنب يا رب السماء على امرئ … رأى منك ما لا يشتهي فتزندقا
***
في كل أمرك تقليد تدين به … حتى مقالك ربي واحد أحد
وقد أمرنا بفكر في بدائعه … فإن تفكر فيه معشر لحدوا
لولا التنافس في الدنيا لما وضعت … كتب التناظر لا المغني ولا العمد
***
قلتم لنا خالق قديم … صدقتم هكذا نقول
زعمتموه بلا زمان … ولا مكان ألا فقولوا
هذا كلام له خبئ … معناه ليست لنا عقول
***
دين وكفر وأنباء تقال وقر … قان ينص وتوراة وإنجيل
في كل جيل أباطيل ملفقة … فهل تفرد يوماً بالهدى جيل؟
*****
ألحمد لله قد أصبحت في لجج … مكابداً من هموم الدهر قاموساً
قالت معاشر لم يبعث إلاهكم … إلى البرية عيساها ولا موسا
وإنما جعلوا الرحمن مأكلة … وصيروا دينهم للملك ناموسا
ولو قدرت لعاتبت الذين بغوا … حتى يعود حليف الغي مغموسا
****
ولا تحسب مقال الرسل حقاً … ولكن قول زور سطروه
وكان الناس في عيش رغيد … فجاءوا بالمحال فكدروه
*****
ونهيت عن قتل النفوس تعمداً … وبعثت أنت لقتلها ملكين
وزعمت أن لنا معاداً ثانياً … ما كان أغناها عن الحالين!!
وهذا كلام مجنون معتوه، يعتقد أن القتل كالموت والموت كالقتل، فليت هذا الجاهل لما حرم الشرع وبرده، والحق وحلاوته، والهدى ونوره، واليقين وراحته، لم يدع ما هو برئ منه، بعيد عنه، ولم يقل:
غدوت مريض العقل والرأي فالقني … لتعلم أنباء العقول الصحائح
حتى سلط الله عليه أبا نصر بن أبي عمران، داعي الدعاة بمصر، فقال له: أنا ذلك المريض رأياً وعقلاً، وقد أتيتك مستشفياً فاشفني، وجرت بينهما مكاتبات كثيرة، أمر في آخرها بإحضاره حلب، ووعده على الإسلام خيراً من بيت المال، فلما علم أبو العلاء أنه يحمل للقتل أو الإسلام، سم نفسه ومات .
الأعلام 1 /157
معجم الأدباء 1 / 124
- اصفر
- تاريخ الوفاة : 1057
- شهداء العصر العباسي
نبذه عن الشهيد: