الشهيد ابو الحسن التهامي
يا من حكمت بالمنايا موتنا ..وعلقت على عبث الأقدار مصيرنا ,, هل كانت لك تلك الأقدار ؟!!!
.. تموت كما مات الطير والشجر والبشر ..موتا هنيئا.. موتا شريفا رحيما وكريما ..بين روح وفؤاد
لك في عيدك السبعين والثمانين والتسعين والمائة وما بعد المائة .. أعياد ميلاد وأفراح وليال ملاح .
تطفئ الشمع وتشتم الزهر.. بين هدايا وباقات ورد وزهر ورسائل شكر وتقدير وإعجاب ..
لشعرك الجميل .. أدبك الرفيع .. قلمك الأصيل ..على ما قدمت وبذلت وأنجزت وأبدعت .
هل كان لك ذلك الموت الكريم .. يا أيها الشاعر التهامي الأصيل
فشتان ما بين جوار موت كريم.. وموت غادر لئيم ..
فما مت قدرا بل عبثا .. حيث يعبث الله وزبانيته بالخلق والاحرار .. فلا كان قضاء ولا قدار مقضيا ..
فقضيت نحبا ..تجرعت الموت والسم والزعاف في سجنك وأصفادك سرا .. من كانوا على سنة القتل والذبح والتسميم جهارا..مرار وتكرار ..فتجرعت السم وقضيت شاهدا وشهيدا
و فوق ضيق الدنيا وكدرها ..قتل وشنق وسم وحرق في جذوة نار
ما خلق الزمان بل خلق الإسلام …عدوا العقل والإبداع و الأحرار
حكم علينا بقتل وسم وذبح ..ما هذا الدين بدين أفكار
طبع على خبث ولؤم ..وأنت تريده حرية عقائد وأديان وأشعار
ومكلف الإسلام ضد طباعه متطلب في الماء جذوة نار
فالإسلام يخدع بالكلام وبالسلام ..فإذا قلت كنت كافر من الكفار
وإذا رجوت المستحيل فإنما تبني الحرية على شفيرٍ هار
فكتبوا قصائدكم وأشعاركم وتهيؤ فما أنتم إلا قتيلٌ وذبيح جاري
ياشهيدا ما كان أقصر عمره ..وكذلك شهداء كوكب الأسحار
و مبدع كالهلال مضي لم يكتمل بدرًا … بالفكر منيرا من الأنوار
عجل الإسلام بعمره وبفكره .. وكم خسف هذا الدين بأزهي الأعمار
وأستل بسيفه وغدره وكم لهذا الدين من سيوف لا تعد وخناجر
قد لاح في ليل الإسلام مصائد .. وفي صبحه وجوه كل لئيم غدار
هكذا الإسلام في علوه ودنوه.. يرى بريئا هو دين كل فجار
فأين من صلوا عليك وكبروا لمولدك يا أطهر الأطهار
أين هم ..هل نسوا .. ما جدا و ومجدا شعريا من الكبار
نسوا وتناسوا ..وما نسوا ظلما وقهرا شاعر الاشعار
فباسم الله كبروا .. وعلى قتلك كبروا .. فكأنما كنت رجسا من الكفار
أبو الحسن التهامي
(000 – 416 هـ = 000 – 1025 م)
علي بن محمد بن نهد التهامي، أبو الحسن: شاعر مشهور، من أهل تهامة (بين الحجاز واليمن) زار الشام والعراق، وولي خطابة الرملة. ثم رحل إلى مصر، متخفيا، ومعه كتب من حسان بن مفرج الطائي (أيام استقلاله ببادية فلسطين) إلى بني قرة (قبيل عصيانهم بمصر) فعلمت به حكومة مصر، فاعتقل وحبس في دار البنود
(بالقاهرة) ثم قتل سرا في سجنه. وهو صاحب القصيدة التي مطلعها: ”
حكم المنية في البرية جارِ ما هذه الدنيا بدار قرارِ
بينا يرى الإنسان فيها مخبرا حتى يُرى خبراً من الأخبار
طُبعتْ على كدر وأنت تريدها صفواً من الأقذار والأكدار
ومُكلّفُ الأيام ضد طباعها مُتطلبٌ في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما تبني الرجاء على شفيرٍ هار
فالعيش نوم والمنية يقظة والمرء بينهما خيالٌ سار
فاقضوا مآربكم عجالا إنما أعماركم سفرٌ من الأسفار
وتراكضوا خيل الشباب وبادروا أنْ تُسترد فإنهن عوار
فالدهر يخدع بالمنى و يغص أن هنّا ويهدم ما بنى يبوار
ليس الزمان وإن حرصت مسالما خُلُقُ الزمان عداوة الأحرار
جاورتُ أعدائي وجاور ربه شتان بين جواره وجواري
ياكوكبا ما كان أقصر عمره * وكذاك عمر كواكب الأسحار
وهلال أيام مضى لم يستدر * بدرا ولم يمهل لوقت سرار
عجل الخسوف عليه قبل أوانه * فمحاه قبل مظنة الإبدار
واستل من أترابه ولداته * كالمقلة استلت من الأشفار
فكأن قلبي قبره وكأنه * في طيه سر من الأسرار
إن يعتبط صغرا فرب مقمم * يبدو ضئيل الشخص للنظار
إن الكواكب في علو محلها * لترى صغارا وهي غير صغار
” وله ” ديوان شعر – ط “
الأعلام 4 / 327
- احمر
- تاريخ الوفاة : 1025
- شهداء العصر العباسي
نبذه عن الشهيد: