الشهيد ابن زيدون
شاعر عربي أندلسي ذو شهرة عربية وعالمية واسعة .. سجن طويلا ..وذهب شهيدا ضحية دسائس سياسية ومكر وخيث فكان أحد الشهداء ..شهداء حرية الرأي والتعبير في الإسلام !!
ابن زيدون
(394 – 463 هـ = 1004 – 1071 م)
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب ابن زيدون، المخزومي الأندلسي، أبو الوليد: وزير كاتب شاعر، من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور (من ملوك الطوائف بالاندلس) فكان السفير بينه وبين الاندلس، فأعجبوا به. تعرف على ولادة بنت المستكفي كانت ولادة جميلة مثقفة شاعرة مغنية، لها مجلس بقرطبة يضم أشهر مثقفي وشعراء هذا العصر، أحبها ابن زيدون حبًّا ملك عليه حياته، وأحبته هي أيضًا، وعاش معها في السعادة أيامًا، ثم هجرته لسبب تافه اختلف فيه المؤرخون بغناء إحدى جواريها في حضورها فأغضبها منه ذلك.. ولكي تغيظه وجدت عاشقًا جديدًا هو الوزير أبو عامر بن عبدوس.. وحاول ابن زيدون إبعادها عن ابن عبدوس واستعادة الأيام الجميلة الماضية، لكنها رفضت، واتهمه ابن عبدوس بأنه ضالع في مؤامرة سياسية لقلب نظام الحكم وزُجَّ به في السجن.واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد، فحبسه، وسجن لأكثر من خمسمائة يوم فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف، فهرب. واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجلا باشبيلية في أيام المعتمد على الله بن المعتضد.
أثناء ذلك كله لم يَنْسَ ابن زيدون حبه الكبير لولادة التي أهملته تمامًا، فجعله أبو الوليد سفيرًا له لدى ملوك الطوائف حتى يتسلى عن حبه بالأسفار وينساه، لكن السفر زاد من حب ابن زيدون لولادة وشوقه إليها، فعاد إلى قرطبة.. وما لبث أن اتهم مرة أخرى بالاشتراك في محاولة قلب نظام الحكم على أبي الوليد بن جهور الذي غضب عليه، فارتحل ابن زيدون عن قرطبة وذهب إلى بلاط المعتضد بن عباد في أشبيلية، وهناك لقي تكريمًا لم يسبق له مثيل، ثم زادت مكانته وارتفعت في عهد المعتمد بن المعتضد، ودان له السرور وأصبحت حياته كلها أفراحًا لا يشوبها سوى حساده في بلاط المعتمد أمثال “ابن عمار” و “ابن مرتين” اللذين كانا سببًا في هلاكه في الخامس عشر من رجب سنة 463 هجرية؛ إذ ثارت العامة في أشبيلية على اليهود فاقترحا على المعتمد إرسال ابن زيدون لتهدئة الموقف، واضطر ابن زيدون لتنفيذ أمر المعتمد رغم مرضه وكبر سنه، مما أجهده وزاد المرض عليه فدهمه الموت.
وفي الكتاب من يلقب ابن زيدون ب (بحتري المغرب) وهو صاحب قصيدة (
َضْحَى التَّنَائِي بَدِيْلاً مِنْ تَدانِيْنا * * * وَنَابَ عَنْ طِيْبِ لُقْيَانَا تَجَافِيْنَا
ألا وقد حانَ صُبح البَيْنِ صَبَّحنا * * * حِينٌ فقام بنا للحِين ناعِينا
مَن مُبلغ المُبْلِسينا بانتزاحِهم * * * حُزنًا مع الدهر لا يَبلى ويُبلينا
أن الزمان الذي ما زال يُضحكنا * * * أنسًا بقربهم قد عاد يُبكينا
غِيظَ العِدى من تساقينا الهوى فدعوا * * * بأن نَغُصَّ فقال الدهر آمينا
فانحلَّ ما كان معقودًا بأنفسنا * * * وانبتَّ ما كان موصولاً بأيدينا
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاءَ لكم * * * رأيًا ولم نتقلد غيرَه دينا
بِنتم وبنا فما ابتلت جوانحُنا * * * شوقًا إليكم ولا جفت مآقينا
نكاد حين تُناجيكم ضمائرُنا * * * يَقضي علينا الأسى لولا تأسِّينا
حالت لفقدكم أيامنا فَغَدَتْ * * * سُودًا وكانت بكم بيضًا ليالينا
عليكِ مِني سلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ * * * صَبَابةٌ منكِ نُخْفِيها فَتُخفينا
) من القصائد المعروفة. وأما طبقته في النثر فرفيعة أيضا، وهو صاحب (رسالة ابن زيدون – ط) التهكمية، بعث بها عن لسان ولادة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حب ولادة بنت المستكفي. وله رسالة وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سية حياته في كوبنهاغن.
وطبع في مصر من شروحها (الدر المخزون وإظهار السر المكنون) وله (ديوان شعر – ط) ولعلي عبد العظيم: (ابن زيدون، عصره وحياته وأدبه – ط) وللاستاذ وليم الخازن (ابن زيدون وأثر ولادة في حياته وأدبه – ط) ويرى المستشرق كور (A Cour).
أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لارجاع الأمويين
الأعلام 1 / 158
- احمر
- تاريخ الوفاة : 1071
- شهداء العصر الأندلسي
نبذه عن الشهيد: