الشهيد ابن العكوك
واستشهد من كان على ألسنتنا “أنت الذي تنزل الأيام منزلها ..وتنقل الدهر من حال إلي حال “..واستشهد من كان يتغنى التاريخ بماضيه وحاضرة ..أمير شعر وبيان ..رفعه الشعر من بين كل البوادي والحضر وقتله الشعر .قطع لسانه ..وجز رقبته وهو الكفيف والبصير إذ عميت عيونهم عن تاريخهم ..وهو المستنير إذا جهلت وعميت بصيرتهم .. وهو النور إذا أظلمت بصائرهم.. فحنانيك أيها الشاعر والأديب ..ورحمه الكلمات والأفئدة تتنزل عليك.. روح من الكلمات من بعدها روح ..حنانيك أيها الشاعر حنانيك ..
ابن العكوك
(160 – 213 هـ = 777 – 828 م)
علي بن جبلة بن مسلم بن عبد الرحمن الا بناوي، من أبناء الشيعة الخراسانية، أبو الحسن، المعروف بالعكوك: شاعر عراقي مجيد. كان أعمى أسود أبرص، من أحسن الناس إنشادا. وكان الاصمعي يحسده، وهو الذي لقبه بالعكوك (الغليظ السمين). ولد بقرب بغداد، واستنفد أكثر شعره في مدح أبي دلف العجلي. وقتله المأمون. جمع أحمد نصيف الجن أبي ما وجد من شعره في ” ديوان – ط ” في النجف. وجمع زكي العاني ” بعض شعره ” أيضا في ” ديوان ” آخر،طبع ببغداد وجمع الدكتور حسين عطوان ما وجد من ” شعر العكوك ” في ديوان حققه ونشره.ومن شعره
لما بلغ المأمون قول علي بن جبلة لـأبي دلف :
كل من في الأرض من عرب بين بـاديه إلى حضره
مستعير منك مكـرمة يكتسيها يوم مفتخره
غضب من ذلك، وقال: اطلبوه حيث كان، فطلب فلم يقدر عليه، وذلك أنه كان بالجبل، فلما اتصل به الخبر هرب إلى الجزيرة، وقد كانوا كتبوا إلى الآفاق في طلبه، فهرب من الجزيرة أيضاً، وتوسط الشام فظفروا به، فأخذوه وحملوه إلى المأمون ، فلما صار إليه قال له: يا ابن اللخناء ، أنت القائل للقاسم بن عيسى:
كلّ من في الأرض من عرب بين بـاديه إلى حضره
مستعير منك مكرمة يكتسيها يوم مفتخره
جعلتنا ممن يستعير المكارم منه! فقال له: يا أمير المؤمنين! أنتم أهل بيت لا يقاس بكم أحد؛ لأن الله جل وعزّ فضّلكم على خلقه، واختاركم لنفسه، وإنما عنيت بقولي في القاسم أشكال القاسم وأقرانه، فقال: والله! ما استثنيت أحداً عن الكل، سُلّوا لسانه من قفاه.
أخبرني الحسن بن علي قال: حدثنا محمد بن موسى قال: وحدثني أحمد بن أبي فنن : أن المأمون لما أدخل عليه علي بن جبلة قال له: إني لست أستحلّ دمك لتفضيلك أبا دلف على العرب كلّها وإدخالك في ذلك قريشاً، وهم آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعترته، ولكني أستحلّه بقولك في شعرك وكفرك حيث تقول القول الذي أشركت فيه:
أنت الذي تنزل الأيام منزلها وتنقل الدهرَ من حال إلى حال
وما مددت مدى طرف إلى أحدٍ إلاّ قضيت بأرزاق وآجـال
كذبت يا ماص بظر أُمه، ما يقدر على ذلك أحد إلا الله عزّ وجلّ، الملك الواحد القهار، سلوا لسانه من قفاه.
الأعلام 4/ 268
- احمر
- تاريخ الوفاة : 828
- شهداء العصر العباسي
نبذه عن الشهيد: