الشهيد أحمد الغساني
إن كان عندك يا زمان بقية … مما تهين به الكرام فهاتها
واستشهد شهيد هذا البيت .. شهيد حرية وكرامة لا مثيل لها .. شهادة إن كان يا زمان بقية وواحدة مثلها فهاتها ..فيا قطار الإسلام ..يا مقصلة الإسلام إن كانت لديك وسائل جديده لتخيفنا وتخيف بها الكرام والنقاد والكتاب والمثقفين فهاتها !! نحن هنا .. صدرونا عارية .. أبوابنا مشرعة ..عناويننا مسجلة ..بيوتنا معروفه نفوسنا بهذا المصير متوقعه .. فهاتها يا زمان هاتها نحن هنا ..نحن هنا شجعان وأبطال وألهه هذه المعركة
أحمد بن علي، بن إبراهيم، بن الزبير، الغساني
( 000 – 562 هـ = 000 – 1166 م)
الأسواني المصري، يلقب بالرشيد، وكنيته أبو الحسين. مات في سنة اثنتين وستين وخمسمائة، على ما نذكره، وكان كاتباً شاعراً، فقيها، نحوياً، لغوياً، ناشئاً، عروضياً، مؤرخاً، منطقياً، مهندساً، عارفاً بالطب، والموسيقى، والنجوم، متفنناً.
قال السلفي: أنشدني القاضي أبو الحسن، أحمد بن علي ابن إبراهيم، الغساني الأسواني لنفسه بالثغر:
سمحنا لدنيانا بما بخلت به … علينا، ولم نحفل بجل أمورها
فيا ليتنا لما حرمنا سرورها … وقينا أذى آفاتها وشرورها
قال: وكان ابن الزبير هذا، من أفراد الدهر فضلاً في فنون كثيرة من العلوم، وهو من بيت كبير بالصعيد، من الممولين وولي النظر بثغر الإسكندرية والدواوين السلطانية، بغير اختياره، وله تآليف ونظم ونثر، التحق فيها بالأوائل المجيدين، قتل ظلماً وعدواناً في محرم سنة اثنتين وستين وخمسمائة، وله تصانيف معروفة لغير أهل مصر، منها: كتاب منية الألمعي وبلغة المدعي: تشتمل على علوم كثيرة. كتاب المقامات. كتاب جنان الجنان، وروضة الأذهان، في أربع مجلدات، يشتمل على شعر شعراء مصر، ومن طرأ عليهم. كتاب الهدايا والطرف. كتاب شفاء الغلة، في سمت القبلة. كتاب رسائله نحو خمسين ورقة، كتاب ديوان شعره، نحو مائة ورقة.وأما سبب مقتله: فلميله إلى أسد الدين شيركوه عند دخوله إلى البلاد، ومكاتبته له، واتصل ذلك بشاور وزير العاضد، فطلبه، فاختفى بالإسكندرية، واتفق التجاء الملك صلاح الدين، يوسف بن أيوب إلى الإسكندرية، ومحاصرته بها، فخرج ابن الزبير راكباً متقلداً سيفاً، وقاتل بين يديه، ولم يزل معه مدة مقامه بالإسكندرية، إلى أن خرج منها فتزايد وجد شاور عليه، واشتد طلبه له، واتفق أن ظفر به، على صفة لم تتحقق لنا، فأمر بإشهاره على جمل، وعلى رأسه طرطور، ووراءه جلواز ينال منه.
وأخبرني الشريف الإدريسي، عن الفضل بن أبي الفضل، أنه رآه على تلك الحال الشنيعة، وهو ينشد:
إن كان عندك يا زمان بقية … مما تهين به الكرام فهاتها
ثم جعل يهمهم شفتيه بالقرآن، وأمر به، بعد إشهاره بمصر والقاهرة، أن يصلب شنقاً، فلما وصل به إلى الشناقة، جعل يقول للمتولي ذلك منه: عجل عجل، فلا رغبة للكريم في الحياة بعد هذه الحال، ثم صلب.
معجم الأدباء 1 / 151
- احمر
- تاريخ الوفاة : 1166
- شهداء العصر العباسي
نبذه عن الشهيد: