غيلان الدمشقي ..إسم من ذهب
لقد سمع الخليفة عمر بن عبد العزيز عن شخص يخطب بين الناس و يذم بني أمية في خاصة أقرباء الخليفة لنهبهم لبيت مال المسلمين ..فاستدعى في طلبه وسأله فلم ينكر و طالبه بأن يسترد الشعب أموال بيت مال المسلمين والذي استباحه بنوا أمية وأولهم هشام بن عبد الملك ..فعينه الخليفة العادل الاستثناء عن بني أمية عاملا لديه ليفعل ذلك بنفسه …فقام فعلا باسترداد الأموال المكنوزة المنهوبة من بيت مال المسلمين وخاصة من بيت هشام بن عبد الملك ..ولم يتورع عن ذلك رغم تهديد هشام له بأنه لو أصبح خليفة سيقوم بصلبه على أحد أبواب دمشق …و عندما مات عمر بن عبد العزيز مسموما كما قال غيلان نفسه …جاءت الفرصة ل هشام بن عبد الملك لينفذ انتقامه ..وكيف كان كل خلفاء التاريخ ينفذون ذلك إلا عن طريق التكفير بأمر كهنوتي ديني ..فقام هشام باستدعاء الكاهن الأكبر المسمى الإمام الأوزاعي من بيروت ليناظر غيلان بناء على طلب غيلان نفسه بعد الحكم عليه بالصلب وتقطيع الأطراف …و كان هنا سبب التكفير هو أن غيلان وهو مالا يعرفه الكثيرون كان من أوائل المعتزلة قبل أن يظهر المعتزلة كتيار إصلاحي ديني …فهو كان يسمى قدريا بمعنى …أنه كان يقول بقول المعتزلة وهو قول صحيح جدا لمن أعمل عقله في آيات الله …بأنه من غير الجائز الصاق أفعال الشر بالله فالله لا ينتج عنه إلا الخير والجمال فالله خلقنا كبشر راغبا في أن نقوم بالخير ولكنه أعطانا الإستطاعة كقانون خاص بالبشر على الإختيار بين القيام بالخير أو الشر ..وبالتالي فالإنسان هو من يختار أفعاله دون تدخل الله في ذلك وهذا يتلائم وينسجم مع عدل الله المطلق الذي لن يعذبنا على أفعالنا لو لم نكن كاملي الإختيار وهنا سموه قدريا وهذا يناقض كل تحريف بني أمية للإسلام الذي جعلوه جبريا أي أن الله هو خالق أفعالنا كلها بناء على آية الله خالق كل شئ …التي فهمومها فهما سقيما سطحيا …فقام الأوزاعي المنافق الجبري كاهن بني أمية الكبير بتكفيره ..طبعا استجابة لفقه الخليفة الجبري ورغبات الخليفة ..فالجبرية ساهمت في انحطاط الأمة الى اليوم و جعل الناس كالعبيد لا يعملون عقلهم الا وفق رأي الكاهن وهذا يتوافق مع افهام الناس بالنسبة لبني أمية ان حكمهم هو إرادة الله وأن لا اختيار للبشر في إرادة الله وهذا يخالف قوله تعالى ( لا يغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فالإنسان قادر على التغيير وارادة الله تتوافق وتدعم اختياراته …فنحن موجودون وفق كتاب فيه قوانين إلهية على هذه الأرض ومن ضمنها الاستطاعة البشرية والحرية في الإختيار ….
المهم هذا ما كان فتم احراق كتبه كالعادة فالفكر والعقل هو عدوهم الأول وتم صلبه وتقطيع يديه ورجليه على أحد أبواب دمشق لكنه كالعادة لم يسكت و طالب الناس بالثورة لاسترداد أموالهم المنهوبة من بني أمية فأمر هشام بقطع لسانه وقتله ….
وطبعا هم لم يكتفوا بذلك بل كالعادة إصطنعوا أحاديث زورا على لسان رسول الله كمايلي : ” يكون في أمتي رجلان أحدهما وهب يهب الله له الحكمة والآخر غيلان فتنته على هذه الأمة أشد من فتنة الشيطان ” و ” يكون في أمتي رجل يقال له غيلان هو أضر على أمتي من إبليس ” وغيرها من الاحاديث التي نسبت الى الرسول بهتاناً وزوراً .
وكم من غيلان في هذه الأمة ينتظرون عدل الله في يوم كان وعده مفعولا …
ملاحظة : هذه المعلومات من خارج مناهج دين بني أمية الذي مازال حيا إلى اليوم ..
* عمار عرب