المقدمة والمنهج
مقدمة حرية الرأي والتعبير
من بين كل الدول ..كل الشعوب كل الأزمنة كل العصور ,من بين كل الثقافات كل الحضارات كل المدن كل العواصم الثقافية والعلمية , ومن بين كل التراث الإنساني .. والإرث الحضاري العالمي.
هناك حضارة واحدة كانت استثناء ..حضارة فريدة تفردت ..من بين كل الحضارات ..وثقافة واحدة ..تميزت من بين كل الثقافات ….وتراث إنساني فريد يكاد لفرادتة لا يسجل ضمن أي تراث إنساني !!
حضارة الخارجون عن الله ,،،المنشقون عن الله ..حضارة المذنبون ..الفدائيون العاصون الخطاءون المشائون بالخطيئة .. المسيحيون الحمالون لصلبان الحرية !!
صلبان على طرائق الموت ..من أجل العلم والنور والمعرفة .. مشوا على تلك الدروب .. وسلكو تلك الاخاديد .. ولقيتهم الشهادة !!
……………….
ومن بين كل الثقافات الشعوبية والفلكورية …هناك ثقافة واحدة .صنعت بيد مبدعين خارجين عن القانون .
مفكرون منشقون .. مثقفون مطاردون ..مبدعون مُحَاربُون .
يحملون الموت بين أقلامهم ..يبنون توابيت بين دفتي كتبهم ..يصنعون من أفكارهم ألغاما تفجر رؤوسهم ..أحزمة ناسفة تنسف أجسادهم ..
يتحول ذلك الابداع إلى قنابل تحول أجسادهم أشلاء !!
ما تسطره تلك الأقلام هو التوقيع على أوراق قتلهم ..الإمضاء على شهادت اغتيالهم ..
ما ترسمه ريشة الفنان والرسام ..لوحات ملئ برصاصات ترتد لصدروهم ..
ما تصوره كاميراتهم وما تلتقطه أفلامهم ..هي لمشاهد مريعية دامية لم يخرجوها عن نهاياتهم ..
ما يكدحون من أجله لسنوات ..ما يبذلون من أجله من عرق وأرق.. لسنوات و سنوات ..هي الابتكارات التي تقتلهم ..الاختراعات التي تشنقهم ..الإبداعات التي تقطع رقابهم …
منجزات وإبدعات تقضي على حياتهم .. تجلب البؤس والشقاء .. تعجل الموت والمنون لهم ولعائلتهم .وتوصم لعنة أبدية على تاريخهم ومسيرتهم وسيرهم .. ناشرة السموم والأوبئة والخراب والانحطاط على كل الأجيال !!!
******
و من بين كل العصور وكل الأزمنة ..تفردت عصور وأزمنة ..كانت مراكز أبحاثها العلمية هي السجون ..ومقرات أبحاثها ومختبراتها العلمية هي الزنازن والمعتقلات ..وصالات وقاعات محاضراتها هي الدهاليز المميتة والخنادق الدموية ..رحلاتها الاستكشافية هي الهروب والتخفي .. والعيش في أعالي الجبال وأقاصي الحياة ..رحلات الهروب من الموت.
و ثقافة تكاد أن تكون نادرة جدا “جدا ,,جدًا ” فمثلما أرست قواعد جديدة في التجارب العملية أبتدعت مصادر جديدة للأبحاث والتمويل ؟!!
فكانت حقول التجارب .. فئران التجارب .. هم العلماء ..أرواح المبدعين أجساد المفكرين حياة المبتكرين ..!!
من تلك الأجساد تمول هذه الأبحاث … ومن هذه الدماء تدعم هذه الاستكشافات ..ومن رقاب وأرواح الباحثين والمبدعين تدفع وتسدد هذه الفواتير في البحث والإستكشاف !!
………………………….
ومن بين كل المدن العلمية والعواصم الثقافية ..التي ظهرت واشتهرت في التاريخ ؟؟!
هناك عواصم ومدن ثقافية تفردت ..وتميزت بحفل جوائز تسلم على منصات المشانق ونياط شرف على شرفات المقاصل .. وأوسمة تقديرية على خشبات المذابح..
وميداليات وشهادات ..على أعمدة الصلبان ..وقدور النيران ..وأسنة الرماح ..ولمعان السيوف وجلاوزة الجلادين ..
من بين كل الحضارات ..كل الثقافات ,,كل الشعوب,, كل العصور,, وكل الأمم ؟؟!!
هناك أمة واحدة .. حصلت على جائزة الأمة الأكثر قتلا وسفكا وإرهابا ..لأرواح العلماء والمبدعين والمفكرين و الشعراء والأدباء أنها الأمة الخالدة .. أمة الإسلام …
الخالدة بسجلها الأسود ..السجل الدموي والإرهابي .. السجل المُسود الفاقع السواد في انتهاك
حق أصيل من حقوق الإنسان ” حرية الرأي والتعبير ؟؟!!
أمة قتلت من أبنائها المبدعين والمفكرين والأحرار ما لم تقتله أمة من الأمم ,,
واقترفت من الإثم والعدوان في حق شرفاء العقل والكلمة والرأي والإبداع .. ما لم تقترفه أيا من الأمم في التاريخ كله .. و ارتكبت ما لم ترتكبه جيوش دول في حروبها العلمية ضد دول معادية أخرى. إنها أمة الإسلام
أمة فعلت الأفاعيل .. وارتكبت المستحيل ..وركبت كل مراكب العته و الشذوذ و الجنون ..
وحولت تاريخ الأمة إلي تاريخ الأمة السري والقمعي والدموي ..ووشمت على جبين التاريخ عار لا يمحى ..وسجل لا يطوي .. كتبت بسجلات من الخزي و العار !!
فكانت سجلات لا سجل واحد ..وقوائم لا قائمة واحدة .. وصحائف لا صحيفة واحدة …عن أسماء وكنى وألقاب لا تكاد تعد أو تحصي .. من أسماء علماء وألقاب شعراء وأدباء وكني مبدعين ومثقفين تصل إلي ما يقرب الألف أو ربما أكثر !!
أكثر من ألف وأربعمائة شهيد.من شهداء الحرية والرأي والإبداع في تاريخ الإسلام .. وعلى مقصلة الإسلام منذ ظهوره وبروزه علي الساحة الإنسانية ..
وكأن لهذا الدين ونبيه معجزة صامتة ..معجزة أن لا تمر سنة من سنواته : إلا وله شهيد قتيل سجين.. معذب .. مهدر دمه .. مستباحة حياته ومصائره .
ولو كتب لتاريخ الإسلام أن يدون بطرق ووسائل حديثه .وتكون ومنذ تلك الأزمنة الغابرة وظهور الحقبة السوداء ..منظمات حقوق الإنسان .. ومراصد للحريات .. وهيئات ومراكز ترصد كل حالات القتل والتعذيب وكل الإنتهاكات ؟!
لأرتفع الرقم أضعافاً مضاعفة من الشهداء .. وسجل أرقامًا قياسية .. محطما الرقم القياسي المسجل أصلا باسم الإسلام .
واستطاع رصد حياة ومصير ما لم تسطع وتقدر عليه الرواية التاريخية في رصدها وتسجيلها !!
و كان شاهدًا على جنون و فضائع مروعه , يعجز العقل الإجرامي عن تصورها وتخيلها !
ولكن حسبنا هذه الأسماء وهذه الأرقام .. وهذه الصور والمشاهد.. شاهدةً على سجل أسود .. لا مثيل له.. ولن يكون له مثيل في تاريخ الإنسانية .
من أول شهيد من شهداء حرية والرأي والتعبير في الإسلام :
الشهيد سويد بن الصامت .. وكعب بن الأشرف .. ابن سنينة .. ابو عفك ..أم قرفة ..عصماء بنت مروان .. إلي غيلان الدمشقي الجعد بن درهم .. وهب بن منبة توبة بن الحمير عبد بني الحساس.. ابن الكميت .. ابن المقفع ..ابن العميد …بشار بن برد .. المتنبي.. المعري.. ابن الرومي ..ابن الرواندي ابو الحسن التهامي والنابلسي ابن سبعين ابن هانئ الأندلسي لسان الدين بن الخطيب وابن زيدون … الجبرتي.. الكواكبي..الأفغاني .. حسين مروة.. غسان كنفاني فرج فودة ناصر السعيد .. ذكري.. أطوار بهجت … زاردشت عثمان… سلمان تيسير
إلي أخر الشهداء والضحايا ..إلي ما لا أستطيع أنا تدوينه أو يستطيع أحد كتابته :
أخر شهيد .. الاسم الأخير من شهداء حرية الرأي والتعبير.. ففي كل الدول الإسلامية : .. هناك شهيد جديد في كل سنة ..قربان في كل شهر… سجين في كل يوم.. معتقل في كل ساعة .. منفي معذب في كل ثانية …مما تعذر واستحال عليه كتابة شهيد نهاية وخاتمة, هذا السجل الأسود!
ـ فإن كانت لهذه الأمة الإرهابية بداية في سجلها الأسود ..في انتهاك حقوق الرأي والتعبير .. فلن ولن تكون لها أبدا نهاية ..وأنا على يقين أنه لن تكون نفس الأرقام ونفس الأسماء في الطبعات القادمة , من هذا الكتاب وحياة هذا السجل ..وسوف تزداد ازديادا كبيرا, وبدلا من أن يكون جزاء واحدا سيكون على أجزاء , وسيرتفع العدد من صفرين إلي ثلاثة وربما أربعة أو حتى خمسة أصفار ..من يدري . ربما نحن نكون نحن موعودين بقائمة من أسماء لشهداء تصل إلي عشرة ألف شهيد او عشرين ألف أو أكثر وليس ذلك على أمة محمد و دين الإسلام ببعيد !! أمة المليون شهيد
ففي بداية الأمر .. وأول خطوة في المشوار .. لم أكن أتصور أنني بعد أكثر من خمسة شهور أو أكثر من البحث .. فسوف أخرج بهذا الكم الهائل من الأسماء والشهداء ..لم أكن أتصور في أحسن الحالات إلا أن أحضي فقط بمقالة قصيرة مع بعض أسماء لشهداء الحرية والتعبير ..أنشرها في مدونتي كمقالة :
تدين الإسلام في أقدس مقدسات الإنسان حرية الرأي والتعبير ..
ولكن فوجئت إني أمام بحث طويل جدا ..وعمل موسوعي شاق .. وأن الأمر يتطلب أكثر من مقال وأكثر من بحث وباحث !!
فالكارثة الإبداعية والحقوقية كبيرة جدا .. وموضوع كهذا موضوع حساس وخطير. لا يتعلق بانتهاك حقوق النشر والتأليف .. بل بحياة ودماء وأرواح وأصحاب ..ألو الإبداع و ألو الفكر المستنير ..وما يعنيه إعدام.. قتل وأباده مثل هؤلاء !!
شهور عدة كنت أبكي فيها دما ..وتزرق فيها أعيني ..ويداهمني فيها الاكتئاب تلو الاكتئاب .. والشعور بالمخاوف وجنون الارتياب.. فأعمل يوما واتعطل أياما .. بسبب هذه الجرائم المروعة والقصص والروايات المفزعة التي لا تصدق ولا تتخيل
فتكاد تخرج أنفاسي وأنا أقرأ بكل حسرة وألم , مسيرة وسيرة وحياة هؤلاء الشهداء وكيف قتلوا وسجنوا وعذبوا وصلبوا .. في أبشع صور من صور انتهاك حقوق الإنسان
وانتهاك حقوقه في الرأي والتعبير .. وكيف حرمنا من إبداعهم وعبقريتهم .. وكيف خسر تاريخ العقل خسارة جسيمة بإستشهادهم المبكر والغير مبرر ..وضياع وحرق مؤلفاتهم وابداعتهم عن عمد وسبق ترصد !!
قصص مؤلمة وحزينة شديدة الكآبة والاختناق .. تشعر كل إنسان بواجب انساني شريف..
تجاه هؤلاء الشهداء ..وهؤلاء الضحايا , إذا صمت التاريخ القديم, فلن يصمت التاريخ الحديث عن فضح هؤلاء المجرمين .. مجرم تلو مجرم .. مغتصب تلو مغتصب وعلى رأسهم كبيرهم الذي علمهم الإرهاب و الإجرام
ومحاكمة هؤلاء المنتهكين ..أيا كانت مكانتهم .. وكانت مراكزهم الدينية والسياسية وفضحهم أمام الأجيال القادمة . وأنهم لم يكونوا أكثر من وحوش سياسية وكلاب سياسية .. أعطائها الإسلام الضوء الأخر لتحقيق مأربها الدنيئة والسادية ,
أنهم عار التاريخ عار الإنسان ..عار الحضارة . عار أن يكون في التاريخ أناس مثل هؤلاء ..وبشر مثل هؤلاء ..و عار وخزي يتعاظم ويكبر، أن نعيش ونجد من يحتفي بمثل هؤلاء .. من يزال يقيم التراتيل تمجيدا وتسبيحا لرحمة أولئك ..وعظمة أولئك .. ويقيم مراسم التقديس والتعظيم !!
لوحوش وأشباح لم تزد عن حفنة مجرمين و إرهابين !!
********
وإذا كان التاريخ العلمي والإنساني لا يغتفر للكنسية وللفاتيكان إعدام وحرق العالم الإيطالي جوردانو برونو عام 1600 للميلاد .. ما زال يصب اللعنات تلوا اللعنات على الكنسية الكثالوكية والفاتيكان منذ ذلك التاريخ من أجل حياة عالم فلكي واحد !!
فكيف سيكون هو الحال مع ملف زاخر بالموت والشهادة والتضحية ..
سجل شهداء حرية الرأي والتعبير في الإسلام
بأي لغة من لغات الإنسان الساخطة . بأي كتابة من كتابات الإنسان الغاضبة . بأي عبارة بأي كلمة ..يمكن فيه للعبارات وللكلمات أن تصف ما حدث وتصف ما يحدث .. وتقول في حق هذا الفكر وهذا المورث الديني !!
لكن الكنسية والفاتيكان تجرأت على الاعتذار.. من أجل إعدام رجل واحد, وإنسان واحد.. قتل من اجل رأية ومن أجل فكرة آمن بها ..فكرة استنارت بعدها الأمم وغيرت تاريخ الفكر والشعوب !!
فمن سيجرؤ ويستطيع على الاعتذار لحياة العشرات ومئات الشهداء في تاريخ الإسلام ؟؟!!
من سيجرؤ على تقديم الاعتذار !!
هل سيجرؤ شيخ الإزهر على تقديم الإعتذار ..أم مفتي الديار السعودية .. أم المرشد الأعلى لثورة الإيرانية .. أم زعيم تنظيم القاعدة والجماعة الإسلامية !!
والجواب المتوقع الأكيد لا أحد .. لن ولن يجرؤ على الاعتذار أحد ..
فكل تلك العمائم عمائم معصوبة بتلك الدماء .. من أرواح الأبرياء شهداء الكلمة والرأي !!
ما كان لها لتكون على رأس مشيخة وإمامة الكهنوت لولا تلك الدماء التي أريقيت .. وتلك الألسن التي قطعت ..والعقول التي أهدرت ..والأيد التي بترت .. حتى يسود الجهل ويسود التخلف.. وينال الكهنوت كل ما يريد .
و كيف سيجرؤ على الاعتذار من يقبع تحت عمامته ومشيخته وولايته العشرات من المسجونين في السجون والمعتقلات المصرية والسعودية والإيرانية والإسلامية على حد سواء ..من كتاب ومثقفين مفكرين ومدونيين ؟؟!!
كيف سيجرؤ وهو صاحب العقل المدبر لفتواي القتل وهدر الدم واستباحة حياة المفكرين والكتاب ,,ومباركة قاتليهم وجلاوزتهم وجلاديهم ,ورصد الجوائز المالية في الدنيا وصكوك غفران إلي الجنة والحياة السرمدية في جنان الخلد ..مباركة لهذا القتل ..
وجائزة على إعدام هذه الروح والأرواح الخبيثة – كما يزعمون ـ !!
وكيف سيجرؤ على الاعتذار والبراءة من تاريخ دموي حافل بالعشرات من الشهداء .
قتلوا تحت سيوف تنطق الله أكبر .. وألسن تلهج بالله أكبر ..
وهل سيجرؤ على الاعتذار ..وتحويل كل تلك الحسنات والأجور و المثوبة التى نالوها بتقديم تلك القرابين التنوريية فداء الله وفداء نبيه ..هباء منثور !!..
وإذا هو لم يستطع على الاعتذار لهؤلاء ..فلن يستطيع الاعتذار لمن سن هذه السنة ..وابتدع هذه البدعة الخبيثة ..وكان قدوة لكل المجرمين والمنتهكين والمغتصبين .. وإن أقدم ( وهذا محال ) على الاعتذار فسيكون حتما هو أحد الشهداء القادمين !!!
فأرواح الأحرار رخيصة وأجساد الشرفاء أجساد خبيثة ..وعقول المبدعين وأقلام المفكرين
والمثقفين أقلام نجسة ..رجس من عمل الشيطان
“فالقتل القتل .. الذبح الذبح “فلقد جئتكم بالذبح “.. ” أنا الضحوك القتال ”
ولقد صدق صاحب هذه الرؤية , الرؤية :
فكان الذبح .. الحاكم يذبح .. المفتي يذبح .. المرشد الروحي يذبح .. زعيم التنظيم يذبح ..
كل من هب ودب من أمة الإسلام يذبح .. الكل مشترك في غنيمة الذبح ..
****
و إن أي أمة أقدمت علي قتل كل هؤلاء .. وتسجن وتعذب كل هؤلاء .. بشهوة عارمة في القتل و السحل ..و التعذيب التنكيل .. و تبرير المذبحة والاعتزاز والافتخار بها .. أكان في التاريخ القديم أم العصر الحديث !!
لهي أمة تستحق الإبادة والإعدام .. وأن يفرض عليها حصار طويل ..وتصنف ضمن الثقافات الدول الأكثر خطر على البشرية ويتم تصنفيها أنها وباء عالمي من منظمة الصحة العالمية أو أي منظمة كوباء عالمي ” انلفونز خنازيز .. الطيور ..مرض جنون البقر ..وغيرها من الأوبئة ” الفتاكة والخطيرة
فأي دولة ووطن ومجتمع فعل مثل هذه الجرام وأرتكب كل هذه الانتهاكات .. بحق مبدع واحد أو مفكر وكاتب ومثقف واحد فقط !!
لأستحق هذا المجتمع وهذه الدولة والكيان الموت والإعدام ..وإبادته من مسرح الوجود جملة وتفصيلا .. وأن لا تبقى له ذيول فكرية أو ثقافية ..
وتباد كل مورثاته و جيناته وتشن عليه حربا عالمية . أين كانت تسميتها وتحت أي بند من بنود الحرب !! (( النفسية .. الثقافية ,, الإعلامية .. المعلوماتية … ))
كل أشكال الحرب الممكنة والغير ممكنة من الخارج … وأن تبدأ كل أشكال المقاومة من الداخل .. و وإن لم تفعل البشرية ذلك و إلا فالكارثة و الطوفان .. والدمار والخراب على الإنسانية والبشرية ..ونهاية عصر العقل والإنسان والتنوير ..وإرجاع الإنسان إلي عصر ما قبل الكتابة والطباعة
وستدفع البشرية الثمن باهظا ومكلفا من حريتها وكرامتها ..وستعرض كل المنجزات الحضارية والثقافية والإنسانية والحقوقية ..وما حققه الإنسان في مكب القمامة ومزبلة التاريخ!
والسبب هذا التهاون الغير مبرر مع ثقافة ..كالثقافة الإسلامية ومع دين كدين الإسلام .
وما تحمله من جينات مدمرة ومورثات دموية ..وربما مشهد وصورة المخرج الهولندي ثيو فان خوخ وهو مضرح بالدماء .
ربما ستكرر في كل شارع وحي ومدينة أوربية وأمريكية وفي كل أنحاء وأرجاء العالم المتحضر ..
وستصبح صورة الأمريكي الباكستاني الأصل ” شهرزاد ” صورة بطل أممي وقومي ..
ويد المدرس الجامعي الهندي (( جي.تي جوزيف )))ورسام الكرياكتير ” علي فرزات ” هي مصير كل يد تكتب .. ونهاية وغاية كل قلم يجرؤ ..على ممارسة حقة كإنسان يمارس حقة في الرأي والتعبير .. حيث لا يد تكتب في الإسلام ..لا يد ترسم في الإسلام ..لا يد تنحت تمثايل وفنون .. لا يدٌ تصور تبدع …
في الإسلام فقط يدٌ : ترجم تجلد تسفك تسحل ..تقطع الرقاب في الإسلام وتلك هي اليد العليا في الإسلام !!
وكما تقطع الأيادي كذلك تقطع الإلسن وتجتز من مكانه.. ويتحول مصير لسان كل شاعر ..وكل أديب صاحب كلمة يجرؤ على قول كلمة .. قول قصيدة إلى هذا المصير المؤسف والمؤلم ..حيث تقطع الألسن تقطيعا وتجتز وتقتلع !!
يد مقطوعة و لسان مبتور …حيث لا لسان ينطق في الإسلام.. إلا لتكفير إلا لتقتيل إلا لدعوة للموت للقتل للإغتيال .. وتلك هي مهمة اللسان في الإسلام !!
ومصير أصوات الحرية .. والحناجر التواقة للحرية .. أن يكون هذا مصيرها .. وتلك هي نهايتها .. فلا حناجر ذهبية وأخر فضية .. إنما هي الدموية كما هو حال هذا المغني ” قاشوش “التى نزعت منه حنجرته إلي الموت ..وأخذ منه صوته وإبداعة التي صرخت من أجل الحرية من أجل الكرامة من أجل المساواة والعدالة
فقط في الإسلام وفي تاريخ الإسلام !!
تتحول كل أدوات التعبير ووسائل النشر إلي أدوات مبتورة .. ووسائل مقطوعة فلا ألسن تنطق بالحرية ..ولا أيادي تكتب من أجل العقلانية.. ولا حناجر تهتف بالحقوق والكرامة .. ولا أعين تنظر بعين العقل .. ولا عقول تفكر وتبدع ..ولا ألة تصوير ترصد ما يقع ويجري .. وتلك هي حال بلدان اللاعقل والجنون بلدان العالم الإسلامي
حيث تقطع الأيدي ..تقطع الألسن تقتلع الحناجر يغتال العقل تهدد الحياة تهاجم قاعات للتدريس تدمر الأثار التاريخية والصروح العلمية والثقافية تحرق المؤلفات تكسر الأقلام تمنع تصادر الأفلام ..لا صروح لا إبداع لا تاريخ حضاري أو ثقافي أو إنساني في الإسلام
فإنما جزاء الذين يفكرون يبدعون في الإسلام ويسعون في الأرض للإمل والحرية والكرامة.. إلا أن يقتلوا تقطع أيديهم وألسنتهم ..تقتلع حناجرهم .. يعدموا ينسفوا من الأرض ..ذلك لهم خزي في الدنيا, جزاء بما كانوا يفكرون !!
“لقد وصل تفكير الناس في الشرق الأوسط لمرحلة ما بعد الجنون، فلا نحن نمتلك أمعاءنا لنشرب الخمر ولا نمتلك آذاننا لسماع الموسيقى ولا نمتلك أيدينا لكي نرسم أو ننحت تحفة فنية .. جميع أعضاؤنا الجسدية مصادرة لدين ولرجال الدين المجرمين والأغبياء في نفس الوقت !! ” صلاح يوسف ”
وكما كان مصير تلك الأيدي والألسن والحناجر ..ستتصبح المحاضرة والدرس الجامعي في الباحة الأكاديمية إلي ساحة غزوة إسلامية ومعركة إسلامية
وتناثر الدماء والأشلاء والأجساد في كل مكان. وتتحول كل أدوات الفن والمعرفة والرسالة الإنسانية .. إلي أدوات للعنف والقتل والإرهاب .ولم يعد يبقى امام المثقف والشاعر إلي أن يكتب رسائلة بالدماء و يصبغ حياته بالأحمر .وفكرة بالأحمر ..ومبادئه بالأحمر ويختم حياته كذلك بالأحمر ..كما كانت افكاره ومبادئه ..وكما كانت رسائله ومداده يوما ما بالدم الأحمر ..
((رسالة كتبها أحد الشعراء بدمائه ))
وتتحول أدوات نقل الحدث والمشهد والصورة والحقيقة .. لأداة تنقل الدم و بالدماء .. تنقل أجساد من يحملها ويد من يبدع في إخراجها …ينقل الصورة الميته لا الحية .. عن قصة وسيناريو موته واستشهاده ,,مشهد أبلغ من كل صورة ومن كل حكاية تكتب وتصور يوما !! في كل ربوع البلاد والأوطان الإسلامية ..
وتتحول رؤوس ورقاب المفكرين إلي سلعة في مزاد وبورصة الإسلام والإسلاميين . إلي أرقام قياسية .. لكل من يريد الجنة والملذات و الحوريات .. رقاب وعقول.. تساوي ملايين الدولارات من الجوائز الإسلامية …لكل من يقتل حياة أي رسام وأي مفكر .كحياة الكاتب “سلمان رشدي” .حين رصد الخميني مرشد الثورة الإيرانية الملايين من أجل قلمه وروياته .ولا يكتفي الفكر الإسلامي بالتخطيط فقط . فهو كما يخطط ينفذ .فقد نفذ تنظيم القاعدة مخططه .. حين اقتحم المجاهد الإرهابي الصومالي ..
منزل الرسام الدنمركي
فحياة كل ناقد وكل مفكر هي مستهدفه … وهي مشروع للقتل لا أكثر ولا أقل.
لا فرق أن كانت حياة هذا المفكر عربي أو أوروبي يعيش في القاهرة أو بغداد أو الرياض أو في لندن أو استولكهوم أو وارسو ..
وكما سقط فرج فوده في القاهرة مضرجا بدمائه .. وكادت أن تذهب حياة الأديب العالمي الحاصل على جائزة نوبل في الأدب نجيب محفوظ ..فسوف يتكرر في كل العواصم والمدن العالمية ,
وتتحول مدن الأنوار وعواصم الثقافة العالمية .. إلي أزقة من أزقة مقديشو وساحة حرب
من ساحات مقديشو.. وميدان من ميادين بغداد ودمشق وصنعاء والرياض وتصبح مشاهد دم الكاتب الصومالي ” شيخ نور أبكي ” من المشاهد المألوفة والمعتادة
وتصبح رؤية كتابها ومبدعيها وقد أصابهم الهوس و الجنون ..من الخوف والرعب كما أصاب
هذا الصحفي اليمني ..بعد سنوات من الإعتقال والتعذيب المبرمج أمرًا اعتياديا
وسوف تضطر الدول الأوربية والأمريكتان وكل دول العالم المتحضر ” شاءت أم أبت ” إلي الانتكاسة والردة ..وتشديد الحراسات الأمنية حول كل مفكر ومثقف ومبدع ..حفاظا على حياته ..وبناء جدران عازلة حول كل منشئة ثقافية وفكرية ..وتعديل القوانين لتتماشي مع إرادة هذه الردة الدينية الإسلامية العالمية ..ويصير المتطرفون والقتلة الإسلاميون الجدد يسرحون ويمرحون كأنما يسرحون في مدن إسلامية وعواصم إسلامية و وسوف يضطر العالم الحر بعد قرون من الانتصار وعصور الاستنارة والحرية لخسارة معركتها مع الحرية الفردية والشخصية ..ما لم يتنبه العالم ويضع حدا لهذه الردة الأصولية العالمية ..
وأن يوقف الآن وعاجلا كل أشكال التماهي والمحاكاة مع الإسلام ومع بلدان العالم الإسلامي
مستندا إلي مفهوم خاطئ . أن كل هذه الأشكال من العدوان والإرهاب هو” ليس الإسلام الحقيقي” ويترك هذه الحرية السلبية و المدمرة للإسلام والمسلمين في فعل ما يشاؤون ..وبناء ما يشاؤون وتنظيم ما يخططون ….فلا حرية لأعداء الحرية
ولا حقوق لمنتهكي الحقوق . ولا كرامة إنسانية لمن لا يفكر إلا بالعبودية ومنطق العبودية ..
وإن أضطر العالم المتحضر لخرق قانونية .. والتحرك ضد مبادئه من أجل صيانة الحرية والحفاظ على منجز الإنسان وحضارة الإنسان فلهو ذلك وله الحق كل الحق في فعل ذلك …فلا حرية لا أعداء الحرية .. لا حرية لا أعداء الحرية .
وأنا كمسلم أعطي العالم المتحضر الحق في فعل ذلك ..وعمل القوانين الضروية لمكافحة الإسلام ..هذا الوباء القادم من الشرق ولا يزال !!
فأنا مسلم أعيش بين المسلمين في ديار الإسلام .. قمت برصد كل هذه الإسماء ما بين آذان وإقامة مؤذن يقول الله أكبر .. وينادي الله أكبر ..وبين إمام يصلي في محرابه ويدعوا من على منبر خطابته الدمويه اقتلوا المشركيين اذبحوا الكافرين .. اسحلو الملحدين والزاندقة والمهرطقيين ..
أنا مسلم وكل ما رصدته وكتبته وسجتله هو الإسلام ووحي من الإسلام أوحي إلي برصد هؤلاء كما أوحي لكل أؤلئك بقتل هؤلاء !!