الاهداف
نعم لتعايش لا للازدواجية
- مما يقال عنا , أننا شعوب منغلقة غير متسامحة شعوب لا تقبل التعايش لا تقبل التسامح شعوب أحادية التفكير والتوجه !! شعوب لا تقبل الافكار ولا التوجهات
- وهذه المقولات لم تأت من فراغ أو تكون مبنية على اتهامات خاطئة بل تستند الي ادبيات يعج بها تراثنا ويزخر بها ماضينا الذي يرفض أن يغادرنا .. !!
- فوق عشرات الوقائع التي جعلت منا شعوب للأسف خارج التاريخ والجغرافيا أو خارج التغطية ان صح التعبير
- فمقولة إننا شعوب لا تقبل الأخر لم تأت من فراغ رغم أن الأخر حاضر في كل شيء تقريبا في حياتنا ألا أننا نتعامل معه بازدواجية فريدة من نوعها .. تجعل البعيد الذي يرانا من بعيد يقول عنا أننا شعوب مصابه بالانفصام .
- ما تقبله لغيرها لا تقبله لنفسها .. ما تقوله غير ما تفعله.. وما تعتقده أنه جميل ورائع في بلدان أخرى ويدل على التاسمح والتعايش هناك مرفوض وغير مرحب فيه هنا في بلداننا .. لماذا لأن أدبياتنا مشبعة وتطفح بمعادة الأخر أيا كان هذا الأخر !!
- وبالأمس القريب عجت وسائل التواصل الاجتماعي برسائل التنديد والإدانة والشجب والاستنكار لمسؤول عربي ..فعل نفس ما نفعله نحن .في بلدان أخرى لكنه أي المسؤول فعل هذا الشيء في بلده ..فضجت الدنيا وقامت ولم تقعد .. تبكي وتصرخ وتؤول لان هذا المسؤول قبل فكرة التعايش السلمي والثقافي والديني مع الأخر ..فأنشاء مصلي ومعبد لهم على أرضه وبين شعبه لكي يقوموا فيه عبادتهم وشعائرهم الدينية المختلفة وهم يمثلون أكبر جالية مقيمة في بلده
- ففي الوقت الذي نفعل كل ما يخطر على البال في تلك الدول والبلدان ..ونستغل سقف الحريات الي أبعد الحدود ونفعل ونقول ونتصرف بما نعجز في فعله وقوله حتى في بلداننا التي نتغنى بأمجادها وتراثها ونقول عنها مالم يقل مالك في الخمر !!
لقد تعايشت الشعوب مع كل الاطياف وكل التيارات والتوجهات وقبلت بمبدأ التعايش السلمي فصارت بلدنها قبلة الأفكار والمعتقدات والمذاهب والتيارات .. تجد التضاد يتقارب ويتعايش مع التضاد في سلمية نادرة ولا تتكرر في عالم متغير وسريع التحول ومتعدد الأفكار والثقافات .. في حين أننا لا نقبل أن نتعايش مع المختلف معنا في أبسط أمور العقيدة والمعتقد ..مع من هم من نفس العقيدة والجنس واللون .. ثم ندب حضنا بعد ذلك أننا لسنا شعوب متحضرة وراقية ..
لقد جنينا على أنفسنا نحن ..فأكبر أعدائنا وعدونا هو نحن ..نجن جحيم ومقبرة أنفسنا .. نحن من ندفن السلمية والتعايش وقبول الأخر ..نحن من صنعنا تابوهات ورفعنا شعارات أن لا مساس بفكرنا لا مساس بأفكارنا .. في حين أنها بحاجة لتلاقح مع الأفكار الأخرى .. فهذه الأفكار التي نحملها جعلت من وقعنا وحياتنا جحيما رغم كل البهارات والشعارات الزائفة التي نحاول نغطي بها هذا الواقع
ورحم الله الألماني ايماونل كانت حين قال ” إيها الإنسان إذا كانت تقاليدك وشرائعك صحيحة فلماذا أنت شقي ”
لقد فشلنا أمام ابسط الاختبارات .. أمام امتحانات وجودية تافه نعتقد انها النجاح و الخلاص والفلاح نعادي أهم مقومات الحياة كالفرح والسعادة والبهجة .. بل ماهو أسوء حين نعتدى على الإرث الإنساني والثقافي ونقوم بتدميره وإزالته وطمسه .. لا نقبل وجود أشجار وأحجار ومعالم ثقافية بحجة التأثير وخدش المعتقد ولا ندرك خطورة هذا الفعل إلا حين تأتي أجيال بعدنا تتسأل في ثنايا أرثنا وتاريخنا عن الحقيقة والأسطورة عن ما هو مزيف وحقيقي .. فتجد تلك الأثار قد دمرت وأزيلت ومحيت وطمست فنخشى من الخطاء والزلل الأصغر أمام الأخطر الأكبر والأعظم هو مجي أجيال تنكر كل شيء بحجة عدم وجود شيء
فهل سندرك يوما حجم وتأثير ما نعتقده ونفعله وأننا وفي سبيل الدفاع عن أنفسنا ندمر ونقضى على أنفسنا !
ونعطي صورة نمطية بأن الذين يخافون من حجر وشجر هم أناس لا يثقون في أيمانه !
إن التعايش السلمي مع الأخر المخالف والمختلف من أهم مقومات النجاح والبقاء فنعم لتعايش والتسامح ولا للازدواجية .