الرياض: عقدت اللجنة الوطنية للطفولة بوزارة التربية والتعليم البرنامج التدريبي الوطني لإعداد المدربين من كافة المناطق التعليمية بالمملكة في مجال (مهارات الكشف والتدخل المبكر في حالات الأطفال المعرضين للإساءة والإهمال في المرحلة الابتدائية) لنشر الوعي المدرسي تجاه حماية الأطفال وتقديم التدخلات الوقائية المبكرة، التي من شأنها إنقاذ الطفل وحمايته من مخاطر الإساءة والإهمال ، بالتعاون مع الإدارة العامة للتدريب والابتعاث ومنظمة اليونيسيف والأجفند خلال الفترة من 9-19 /4/1435هـ بفندق هوليدي إن العليا بالرياض.
وأوضحت الدكتورة وفاء بنت حمد الصالح، الأمين العام للجنة الوطنية للطفولة، أن كافة المستهدفين بالبرنامج التدريبي البالغ عددهم 140 متدربا خضعوا، وعلى مدى 10 أيام لدورة مكثفة تهتم بالجانب النظري والتطبيقي على الدليل التدريبي، الذي تم إعداده بمشاركة شركاء خبراء اللجنة الوطنية للطفولة، بالإضافة لمساهمة عدد من الجهات شركاء اللجنة وهم الإدارة العامة للتدريب والابتعاث بوزارة التربية والتعليم، برنامج الخليج العربي “أجفند”، ومنظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة “اليونيسيف”.
واعتبرت الصالح أن المشروع التدريبي يأتي في سياق الإجراءات الاستباقية لمعالجة ظاهرة الإساءة والإهمال التي قد يتعرض لها الأطفال، معتبرة أن تدريب عدد من المشرفين والموجهين التربويين سيؤدي إلى توطين الخبرة في التعامل مع تلك الظاهرة، ويعمل على نقل تلك الخبرات من خلال عقد دورات تدريبية لكافة المعلمين والمعلمات بمدارس التعليم العام بمناطق المملكة.
ومن المتوقع بحسب القائمين على مشروع تدريب المعلمين والمعلمات على مهارات الكشف المبكر لحالات الإساءة والإهمال للأطفال، أن ينطلق مطلع العام الدراسي المقبل، حيث من المقرر أن يتم تدريب المعلمين والمعلمات المستهدفين بالمشروع عبر الفريق الوطني للمشروع وذلك في كافة المناطق التعليمية بالمملكة.
وأكدت الأمين العام للجنة الوطنية للطفولة على أن المشروع يحظى باهتمام ومتابعة من قبل وزير التربية والتعليم، مؤكدة على أن هذا المشروع يأتي كجزء من منظومة حماية الطفل، وفي إطار المنظومة المتكاملة التي تسعى وزارة التربية والتعليم، ممثلة في اللجنة الوطنية للطفولة، لانتهاجها مع عدد من الشركاء من داخل وخارج الوزارة.
ويعد الدليل التدريبي، الذي تم إعداده ومراجعته من قبل شركاء اللجنة الوطنية، المرجع التدريبي ودليل تدريب المدربين الذي سيقدم للفئة المستهدفة في المرحلة الأولى، المتمثلة في المشرفين التربويين والمشرفات التربويات، في جميع مناطق السعودية، الذين سيقومون بتدريب الفئة المستهدفة من المشروع وهم معلمو ومعلمات المرحلة الابتدائية.
ويعتبر المشروع في مرحلته الحالية محاولة لتكوين فريق وطني من معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية، ليتم الانتقال في مراحل مقبلة للمرحلة التعليمية المتوسطة، حيث من المقرر أن يتم تدريب المعلم والمعلمة وتزويدهم بالمهارات اللازمة للكشف عن حالات الإساءة والإهمال التي قد يتعرض لها الأطفال، وذلك أحد أهم أهداف المشروع.
ويأتي المشروع كأحد برامج مبادرة «حماية» التي أطلقتها اللجنة الوطنية للطفولة، حيث إن الطفل المساء إليه عادة ما تظهر عليه أعراض الإساءة التي يمكن التعرف عليها من قبل المعلمين، لذلك يهدف البرنامج إلى تدريب منسوبي مدارس وزارة التربية والتعليم على مهارات اكتشاف حالات الإساءة كإجراء استباقي وجرس إنذار مبكر قبل تفاقم حالات الإساءة التي عادة ما يتم اكتشافها في وقت متأخر، في وقت تعد الكثير من حالات الإساءة والإهمال للأطفال لا يتم الكشف عنها إلا في حالات متأخرة، وبعد حاجة الطفل للتدخل الطبي.
وتعمل اللجنة الوطنية للطفولة على أكثر من طريق للوصول للطفل من خلال مدرسته، وتنظر اللجنة إلى الكوادر التعليمية والتربوية كأهم تلك الطرق التي يمكن أن تسلكها اللجنة الوطنية للطفولة لتحقيق أهدافها.
يشار إلى أن البرنامج التدريبي الوطني لإعداد المدربين من كافة المناطق التعليمية بالمملكة في مجال (مهارات الكشف والتدخل المبكر في حالات الأطفال المعرضين للإساءة والإهمال في المرحلة الابتدائية) يضم دورتين الأولى عقدت خلال الفترة من 6 – 9 / 4 / 1435 هـ والثانية من 16 – 19 / 4 / 1435 هـ، حيث شارك بها 140 متدرب ، منهم 35 مشرف و 35 مشرفة في الدورة الأولى، بالإضافة لعدد 35 مشرف و35 مشرفة في الدورة الثانية، وسيكون المتدربين هم نواة للفريق الوطني لنشر ثقافة تدريب المعلمين والمعلمات على مهارات الكشف والتدخل المبكر لحالات الإساءة والإهمال للأطفال بمدارس التعليم العام بمختلف مناطق المملكة وفق خطة تدريبية زمنية يتم العمل على إعدادها من قبل اللجنة الوطنية للطفولة بالتنسيق مع إدارة التدريب والابتعاث بوزارة التربية والتعليم.